
تأهل «الحربي» و«المطرقّة» في أولى أمسيات مرحلة الـ «24» من «شاعر المليون»
تأهل الشاعران صلاح بن ضاحي الحربي من المملكة العربية السعودية، ومحمد منصور المطرقّة من دولة الكويت إلى مرحلة الـ «12» من برنامج «شاعر المليون» في موسمه الحادي عشر، وذلك في أولى أمسيات مرحلة الـ «24» من البرنامج التي شهدها مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي مساء أمس «الثلاثاء» بعد اكتمال عقد المتأهلين من المرحلة السابقة التي جرت منافساتها في ثماني حلقات خلال الشهرين الماضيين وانتهت بحصول أربعة وعشرين شاعراً على فرصة إكمال مشوار المسابقة عبر مراحلها المتبقية. وبثت الأمسية على قناتي «أبوظبي» و«بينونة» وقدمها الإعلاميان سعود الكعبي وميثاء صباح.
وانتقل «الحربي» و«المطرقّة» إلى المرحلة التالية من المسابقة بقرار من لجنة التحكيم المكونة من الدكتور سلطان العميمي، والدكتور غسان الحسن، وحمد السعيد، بعد حصول الأول على «47» درجة، والثاني على «45» درجة من «50»، فيما أحرز فادي زيد العبادي من المملكة الأردنية الهاشمية 44 درجة، وعمر بن هذال من المملكة العربية السعودية 43 درجة، وعمر اللهيميد من دولة الإمارات العربية المتحدة 42 درجة، ومبارك بن مدغم الأكلبي من المملكة العربية السعودية 42 درجة، الذين سيتأهل أحدهم بتصويت الجمهور عن طريق تطبيق «شاعر المليون» خلال هذا الأسبوع.
وكانت نتيجة تصويت الجمهور من آخر أمسيات مرحلة الـ «48» أعلنت تأهل الشاعر عامر محمد بن مبشر من المملكة العربية السعودية إلى مرحلة الـ «24» بحصوله على 69٪، لينضم إلى الشاعرين طلال بن حسين الحميّان الشمري من المملكة العربية السعودية، وفيصل عبيريد العازمي من دولة الكويت اللذين تأهلا مباشرة بقرار لجنة التحكيم.
إحياء فن «اللغز الشعري»
وأعلنت لجنة التحكيم إضافة معيار جديد للمنافسة في مرحلة الـ «24»، ليصير مطلوباً من كل شاعر كتابة بيتين أو ثلاثة بفن «اللغز الشعري» وهو أسلوب عربي قديم ومعروف في الشعر الفصيح وفي الشعر النبطي، وأبانت اللجنة أن الهدف من إدراجه ضمن معايير المنافسة هو إعادة إحياء هذا الفن، عن طريق طرح إجابات محددة على الشعراء ليصوغوا ألغازاً عنها، بدءاً من الحلقة الأولى لمرحلة الـ «24» التي جاء موضوع اللغز فيها «آلة العود».
صلاح بن ضاحي الحربي.. صدق موضوعي وفني
المتنافس الأول في الأمسية الشاعر صلاح بن ضاحي الحربي، ألقى قصيدة عن معاناته من عمى الألوان وتجربته معه. وأشار الدكتور غسان الحسن إلى أن القصيدة تألقت في التعبير عن الحالة التي يصورها الشاعر، موضحاً أنه «عبر عن الصدق الموضوعي بتمثيله للحالة الموجودة عنده، والصدق الفني أو صدق التعبير من خلال الصورة الشعرية عن هذه الحالة التي نقلها بمشاعره بما أثر في مشاعرنا كذلك». وأبدى إعجابه بالبناء الفني للنص والبناء الموضوعي لتسلسل الحديث عن الموضوع، كما نوه بالكيفية التي عبر بها الشاعر عن الألوان التي لا يراها وعن تأثيرها على جوانب حياته.
وقال الدكتور سلطان العميمي إن الشاعر الذكي هو من يستطيع أن يلتقط معاناته للحديث عنها وكتابة الشعر عنها، ممتدحاً الذكاء الذي أبداه الشاعر في اللعب على "ثيمة" اللون، وأضاف أن القصيدة لها وجهان أحدهما لمعاناة الشاعر مع عمى الألوان والآخر يتعلق بالألوان وعلاقتها بالأشياء. وأثنى العميمي على لجوء الشاعر في بعض الأبيات إلى أسلوب الكناية عن الألوان بدلاً من ذكرها مباشرة، منوهاً بتوظيف الشاعر لكثير من المفردات ذات العلاقة باللون والبصر في القصيدة.
من جهته أشار حمد السعيد إلى أن كثيراً من الشعراء يؤخرون موضوع القصيدة إلى آخر أبياتها من أجل صنع دهشة في النص، لكن الشاعر في هذه القصيدة وضعه في البداية وكأنه يعلن أنه سيتناول هذا الموضوع بهذا الشكل الجميل، فكان خير من عبر عن هذه الحالة بأبياته الشعرية، كما أثنى على الطريقة التي انتقل بها الشاعر من الهم العام إلى الهم الذاتي.
عمر اللهيميد.. سيرة متقنة
جاءت قصيدة الشاعر الثاني في الأمسية، عمر اللهيميد، بعنوان «ضاعن العلم» وتناول فيها الشاعر الإماراتي الماجدي بن ظاهر (1781 - 1871)، وهو الأمر الذي علق عليه الدكتور سلطان العميمي بأن اختيار الشاعر للشخصيات والرموز الإماراتية للمرة الثانية تجعله يبدو وكأنه يكرس تجربته في المسابقة لكتابة قصائد السير الذاتية، مبيناً بعض خصائص الكتابة عن سيرة شخصية ما. وقال إن القصيدة جاءت أقرب إلى رسم ملامح مختصرة عن سيرة الماجدي بن ظاهر وحياته، وإن الشاعر حالفه التوفيق بشكل كبير في استخدام الأسلوب القصصي، مثنياً على طريقة بناء الشاعر لموضوع القصيدة ونسجه خاتمة كل بيت مع مطلع البيت الذي يليه.
وامتدح حمد السعيد ذكاء الشاعر في اختيار مواضيع قصائده، وقال إن النص أعطى شخصية الماجدي بن ظاهر حقها، وأطرى على ترابط القصيدة وحضور المفردات الإماراتية بها، لافتا إلى مواضع الجمال فيها. فيما رأى الدكتور غسان الحسن أن التوجه إلى كتابة السير الذاتية ينتج عنه عادةً شعر جيد إذا أتقنه الشاعر، مشيراً إلى أن فيها عناء أكثر من القصيدة المطلقة الحرة، لأن الشاعر في السيرة عليه الالتزام بالوقائع وصحتها، وهو ما حققه الشاعر في قصيدته.
عمر بن هذال.. عبارة شعرية حرة
ثالث شعراء الأمسية كان عمر بن هذال، الذي شارك بقصيدة عاطفية قال عنها حمد السعيد أنها تبين حرفة الشاعر في اختيار المفردات، كما امتدح التجانس بين الكلمات في الشطر الواحد من كل بيت مما يدل على الشاعرية، قبل أن يتوقف عند عدد من الجوانب الجمالية في النص.
الدكتور غسان الحسن وصف القصيدة بأنها ذاتية يتكلم فيها الشاعر عما في نفسه، مبيناً أن هذا النوع من القصائد يمثل ميداناً خصباً للتعبير عن النفس والإحساس. وأضاف: «هناك عبارات شعرية تكاد تكون حرة لأن التصوير ليس متعلقاً بوقائع معينة على الشاعر الارتباط بها، لذلك كان تألق الشاعر في هذه القصيدة واضحاً جداً»، مشيداً بترابط العبارات والكلمات في التعبير عن الموضوع.
الدكتور سلطان العميمي أثنى على إبداع الشاعر في القصيدة، وأضاف: «لكن أحياناً قد تكون الرمزية الزائدة عائقا دون وصول القصيدة إلى المتلقي من المرة الأولى لقراءتها أو سماعها»، لكنه شدد على أن هذا لا ينفي المقدرة الشعرية الكبيرة للشاعر في القصيدة، مبيناً أن الشاعر استطاع أن يلبس الكثير من الأشياء في القصيدة ثوباً غير معتاد من خلال الرمز والمحسنات، مؤكداً أن لديه قدرة على خلق أسلوبه الخاص للكتابة بعبارات شعرية متميزة.
فادي زيد العبادي.. جرأة الموضوع
الشاعر فادي زيد العبادي كان هو المتنافس الرابع في الأمسية، بقصيدة تتناول معاناة مجهولي النسب، أشاد الدكتور غسان الحسن بكل جوانبها، وقال «لولا عين الشاعر اللاقطة لما استطاع التقاط هذه الجانب من حياة إنسان مجهول النسب، فتقمص الحالة والتعبير عنها يحتاج إلى ذكاء وفطنة وكثير من المشاعر والحساسية التي امتلكها الشاعر لذلك عبر بجمالية شعرية»، مشيرا إلى أن الشاعر أغرق في الكلمات والأوصاف التي كانت لائقة بالموقف والحال التي يتكلم عنها.
فيما وصف الدكتور سلطان العميمي القصيدة بأنها «جريئة في موضوعها، وعميقة في دلالاتها وأبياتها جاءت محملة بالشعر والشعور الإنساني في الوقت نفسه»، وأضاف أن من أوجه الجمال في القصيدة أنها تحكي بلسان الشخصية من دون أن يكون العمر حاضراً، وهذا أكثر إقناعاً مما لو حدد الشاعر عمراً معيناً، كما أشاد بجمال التصوير وعمق المعنى والدلالة في القصيدة.
من جهته أشاد حمد السعيد بتقمص الشاعر للشخصية وقدرته على أن يأتي بالشعور والإحساس في الكتابة والإلقاء معاً، واصفاً النص بأنه «نص عظيم»، مبيناً أوجه الجمال في القصيدة.
مبارك بن مدغم الأكلبي.. عذوبة وسلاسة
الشاعر الخامس في الأمسية مبارك بن مدغم الأكلبي، ألقى قصيدة بيّن الدكتور سلطان العميمي أنها اتخذت الحزن والفراق عنواناً وموضوعاً لها. وبين العميمي جماليات القصيدة بلاغياً وبنيوياً مشيداً بقدرات الشاعر في توظيف صوره الخاصة في كثير من المواضع، لافتا إلى خفوت الشاعرية في بعض الأبيات بسبب لجوء الشاعر لاستخدام بعض الصيغ المتداولة.
أما حمد السعيد فوصف القصيدة بأنها «نص عذب وسلس لأبعد الحدود وصوره مبتكرة» مبيناً أن حضور الشاعر خدم الموضوع والنص. وألقى السعيد الضوء على بعض المواضع الجميلة في القصيدة.
من جهته بيّن الدكتور غسان الحسن أن القصيدة ذاتية عاطفية عبر الشاعر فيها عن حالة مر بها، وقال إن فيها الكثير من الصور المبتكرة وإن كان بعضها لم ينسجم مع الجو العام للقصيدة، وناقش الحسن جوانب من النص، موضحاً وجود عدد من العبارات الشعرية التقليدية التي أفرغت من المعنى، داعياً الشعراء إلى الاهتمام بتحسين قصائدهم بإعادة النظر فيها مرات عدة.
محمد منصور المطرقّة.. بحر الجمال
آخر شعراء الأمسية محمد منصور المطرقة، ألقى قصيدة عن عظمة الأم ومكانتها، وأشاد حمد السعيد بالصور المبتكرة فيها التي قال إنها «تخص الشاعر لوحده»، كما تناول السعيد أبيات القصيدة وما تحتويه من شاعرية وإبداع.
الدكتور غسان الحسن من جهته قال إن التجربة التي تناولها الشاعر تجربة فريدة وتستحق الإشادة لما فيها من عزيمة وإصرار وتعلق بالعلم للوصول إلى الغايات، واستعرض الحسن أبيات القصيدة وما بها من جماليات، وأبدى ملاحظات التمس من خلالها المزيد من التجويد.
أما الدكتور سلطان العميمي فوصف الشاعر بأنه «يغرف من بحر الجمال» في أبيات القصيدة التي احتوى كل بيت منها «على دلالة المقدرة الشعرية لديه»، وأطلق على النص «قصيدة التفاصيل الدقيقة» التي تمكن الشاعر من توظيفها بوعي ودقة في صور مدهشة، وأضاف أن البناء كان محكماً والقصيدة رفيعة المستوى فنياً.
لغز العود.. محاولة مبدعة
وتنافس الشعراء أمام لجنة التحكيم في كتابة «اللغز الشعري» عن آلة العود، وألقى كل واحد منهم أبياته التي كتبها أثناء الحلقة، التي بيّن الدكتور غسان الحسن بشأنها أن بعض الشعراء تعاملوا مع اللغز بشكل صحيح بأن نشدوا عن موضوع اللغز وليس شرحه، وهو ما قام به شاعران، وقال إن هناك شاعراً كتب على وزن ثقيل.
فيما أوضح الدكتور سلطان العميمي أن اللغز الشعري له بناء خاص به بدءاً من مطلعه، حتى لا يتحول اللغز إلى رمز أو وصف شعري، مشيراً إلى أن بعض الشعراء كانوا موفقين في كتابة اللغز على خلاف البعض الآخر.
أما حمد السعيد فالتمس العذر لبعض الشعراء كون هذا المعيار يمر عليهم للمرة الأولى، وأشار إلى أنه قد يكون بعضهم لم يكتب لغزاً طوال مسيرته الشعرية، لذلك كتب البعض قصيدة وليس لغزاً كما هو مطلوب، لكنهم أبدعوا في محاولتهم.
العدواني يستضيف محمد بن مشيط
وضمن الفقرة الأسبوعية التي يسلط من خلالها الضوء على عدد من نجوم الشعر في الوطن العربي، استضاف الإعلامي فيصل العدواني خلال الأمسية لجنة تحكيم برنامج المنكوس الشاعر محمد بن مشيط المري، الذي تحدث عن برنامج المنكوس وتأثيره وتقبل الشباب لفن المنكوس، موضحاً أن نجاح البرنامج يعد دلالة على شغف الشباب به إذ كشف عن أصوات جميلة وساهم في إحياء فن "المنكوس" بعد أن كاد يندثر. كما تحدث عن فن المحاورة وتتبع نشأته وانتشاره وتاريخه والفنون ذات الشبه به، معبراً عن أمله في إنتاج برنامج مخصص لهذا الفن الذي قال إنه يحظى بجمهور وشعراء في الدولة.